عدالـ الصحابـه
عدالة الصحابة
إن قضیة عدالة الصحابة من الموضوعات الخلافیة بین اهل السنة و الشیعة ، فان اهل السنة یقولون بعدلة جمیع اصحاب النبی الاکرم (صلی الله علیه و آله و سلم ) و یقدسون جمیع الصحابة و یعتقدون بان من سبٌ الصحابة فقد تزندق و کفر . واما اهل التشیع لا یعتقدون بعدالة جمیعهم و لا یقدسون جمیعهم کاهل السنة بل یعتقدون بعدالة بعضهم و یقدسون بعضهم ویعتبرون بعض الصحابة کأولیاء و منهم سلمان الفارسی و ابوذر الغفاری و عمار و غیرهم و یعتقدون أن بعض الصحابة هم منافقین و غیر مؤمنین .
ونحن سوف ندرس هذه القضیة علی ضوء الکتاب و السنة الصحیحة و الادلة المتقنة و القاطعة باذن الله و فضله و نجیب علی هذا السؤال قبل الدخول فی الموضوع : و هو ما ذا هو الملاک لمعرفة الصحابی عند اهل السنة و الشیعة ؟
قال الراغب الاصفهانی: الصاحب : الملازم ... ولا فرق بین أن تکون مصاحبته با لبدن وهو الأصل والأکثر أو بالعنایة والهمة (مفردات /۲۷۵ )
والصاحب علی مافی کتب اللغة : هو الملائم و المعاشر و الملازم والمتابع ولا یتم ذلک الاٌ باللقاء و الإجتماع .
و فی القران الکریم جاء : ماضلٌ صاحبکم و ما غوی « والنجم / ۵۳ » و یا صاحبی السجن « یوسف / ۱۲ » و فی الحدیث قول الرسول (صلی اللله علیه و آله و سلم ) حینما طلب عمر ابن خطاب أن یقتل عبدالله ابن ابی سلول ( المنافق المشهور ) ، قال الرسول : فکیف یا عمر إذا تحدث الناس أن محمداً یقتل اصحابه « السیرة النبویة لإبن هشام ج ۳ /۳۰۳ »
فالصحابی یطلق علی کل من أسلم عند رسول الله و شاهده کما قال الرسول :إن فی اصحابی منافقین « مسند احمد ج۵ /۴۰ »
واما معنی الإصطلاحی للصحابی : یقول البخاری : ومن صحب النبی أو رآه من المسلمین فهو من اصحابه « فتح الباری ج ۷» وقال علی ابن المدینی : ومن صحب النبی (صلی الله علیه و آله و سلم ) أو رآه ولو ساعةً من نهار فهو من اصحاب النبی (ص) ولإبن حجر العسقلانی مثل هذا الرأی و ابن حزم الاندلسی یقول هذا الرأی الاٌ أنه قیده بعدم النفاق ( الإحکام فی أصول الأحکام ج ۵ )
و یوجد رأی آخر یقول : الصحابی من عاصر النبی و إن لم یره .
و رأی ثالث یقول من رآی النبی (ص ) و إختص به و اتبعه أو رافقه مدة یصدق معها اطلاق (صاحب فلان ) فهو من اصحاب النبی کما ذهب الی هذا الرأی الغرالی و غیره و إعترض علیه إبن حجر العسقلانی و إبن حزم الاندلسی .
والرأی الرابع یقول : إن الصحابی هو من صحب النبی (ص ) و طالت صحبته و أخذ عنه العلم .
فی المذکرة القادمة سوف ندرس أدلة اهل السنة و الجماعة فی عدالة جمیع الصحابة و کذلک ادلة الشیعة فی عدم عدالة بعضهم .